أطلق العنان لحب المعرفة والفضول لديك في حضن الطبيعة
إن دمج الغابة والمزرعة المدرسية ضمن بيئتنا التعليمية سيخلق فرصاً فريدة لتعزيز الرفاهية العامة لطلبتنا بطرق مختلفة أهمها:
- تعريفهم بالطبيعة: في البيئات التي يكون فيها تفاعل الأطفال محدوداً إلى حد ما مع عالم الطبيعة الخارجي بسبب المناخ الحار، فإن نهج مدرسة الغابات والمزرعة يتيح للأطفال فرص الانخراط في تجارب جديدة تفرض عليهم التفاعل مع الطبيعة. إن مثل هذه المدارس تعزز مشاركة الأطفال في الأنشطة البدنية كما تدعم نموهم الاجتماعي والعاطفي والذهني، مما يؤثر إيجاباً على جودة حياتهم ويعزز تواصلهم مع الطبيعة ووعيهم بالقضايا البيئية.
- التعلم في حضن الطبيعة: إن انخراط الطلبة في أنشطة خارجية مثل مراقبة التغيرات الطبيعية، والعمل في المزرعة والمشاركة في الأنشطة الخارجية يشجعهم على تحسين لياقتهم البدنية وتعزيز مزاجهم ورفع مستوى طاقتهم.
- التعلم العملي: توفر مدرسة الغابات والمزرعة فرصاً للتعلم العملي حيث تتيح للطلبة فرص المشاركة في تجارب الحياة العملية، مما يساهم في تطوير مهاراتهم المعرفية ورفع قدراتهم لمعالجة المشكلات واستخدام التفكير النقدي أثناء انخراطهم بالأنشطة الزراعية والبستنة، وغالباً ما تعزز مدرسة الغابات والمزرعة نهج التعلم التعاوني بين مجموعات مختلفة من الطلبة وتؤدي إلى الكثير من التفاعلات الاجتماعية بينهم، مما يؤدي إلى تعزيز مهارات التواصل والعمل الجماعي والتعاطف لديهم.
- سفراء البيئة: إن تفاعل الطلبة مع حيوانات المزرعة المدرسية يتيح لهم تعلم الرفق والمسؤولية واحترام جميع الكائنات الحية، كما أن انخراطهم في الأنشطة الزراعية يغرس في نفوسهم حس الشعور بالمسؤولية البيئية ويشجعهم على السير نحو تحقيق البيئة المستدامة، ومما لا شك فيه أن هذا سيفتح لهم باب التعرف على طرق الزراعة العضوية، والتسميد، وإعادة التدوير، والحد من النفايات وتمكين الطلبة من أن يصبحوا أفراداً واعين بيئياً.
ثورة التعلم في الهواء الطلق
يعد التعلم في الهواء الطلق نهجاً عملياً للتعليم، وتوفر غابة ومزرعة مدرستنا فرصاً تعليمية و تجربة عملية تتم بإدارة الطلبة وتتطلب مشاركتهم النشطة في عملية التعلم، وهذا سيمكنهم من التفاعل مع بيئتهم الطبيعية، ومن اكتساب فهم أعمق للمفاهيم من خلال خوضهم تجارب مباشرة تحفز تعلمهم النشط والتفاعلي مما يدفعهم إلى البحث، والتفكير النقدي واستخدام اللغة والعلوم والرياضيات والإبداع، وهذا لا يدفع الطلبة إلى استخدام كافة حواسهم فقط، بل إن التأثير الإيجابي للتعلم في الهواء الطلق سينعكس على صحتهم العقلية والبدنية، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين تحصيلهم الأكاديمي، حيث تقدم مدرسة الغابات والمزرعة مساقات حياتية للتعلم تشبه إلى حد كبير مشكلات الحياة اليومية مما يتيح للطلبة تطبيق معارفهم ومهاراتهم مباشرة لمواجهة مشاكل العالم الحقيقي.
تأثير حياة المزرعة على النمو العاطفي للطلبة
سيرى الطالب الماعز ، والأرانب، والسلاحف، والحمام، والدجاج ومجموعة متنوعة من الطيور النادرة بما في ذلك الببغاء، والعصافير والطاووس المهيب في مزرعتنا. إن وجود المزرعة في المدرسة سيخلق الشعور بالمسؤولية لدى الأطفال، وينمي لديهم شعور الرفق بالحيوانات والعمل على تلبية احتياجاتها، وسيزداد شعورهم بالمساءلة حول أفعالهم، مما يؤثر بشكل إيجابي على التنمية الاجتماعية والعاطفية للطالب، وذلك من خلال العمل الجماعي والتعاوني. وتوفر المزرعة المدرسية طريقة تعليمية ملموسة ومرئية للطلبة تمكنهم من رؤية نتائج العمل الذي قاموا به، والتي سيخلف نتائج مرضية بشكل كبير تشعرهم بالثقة و احترام الذات، و بلا شك سيكون للتجارب والمهارات المكتسبة في المزرعة آثار إيجابية طويلة الأمد.
دمج رعاية الحيوانات والنباتات في التعليم
إن دمج أساليب رعاية الحيوانات والنباتات ضمن عملية التعلم لطلبة السنوات التأسيسية الأولى من خلال المشاهدة، والأنشطة العملية، والأدب والتفكير وممارسة التجارب في البيئة الطبيعية، ستمكنهم من تطوير شعورهم بالمسؤولية والرفق بالحيوان. وتمهد هذه التجارب الطريق أمامهم لمعرفة قيمة العالم الطبيعي والرفق بالكائنات الحية المحيطة بهم مدى الحياة، إن هذا النهج الشامل للتعليم لا يعزز مشاعر التعاطف لديهم فحسب، بل يشجع أيضاً على مشاركتهم النشطة التي تسهم في رعاية النباتات والحيوانات وفق الاستراتيجيات الرئيسية الخمس التالية:
- المشاهدة والتفاعل: تشجيع الطلبة على مراقبة الحيوانات والنباتات والتفاعل معها وهذا يوفر لهم فرصا لمراقبتها وفهم سلوكياتها والتعرف على أنواع النباتات المختلفة، وهذا سيخلق لديهم شعوراً بالاتصال والرفق تجاه الكائنات الحية.
- الروتين: تطوير روتين للطلبة يدفعهم للمشاركة في رعاية الحيوانات والنباتات عن طريق التخطيط للقيام بمهام محددة مثل إطعام الحيوانات والطيور ، سقي النباتات أو زراعة البذور، وهنا يجب التأكد من أن المهام المخصصة للطلبة مناسبة لأعمارهم و لسلامتهم، والتأكد من أن تكرار مثل هذه المسؤوليات بانتظام سينمي لديهم الشعور بالمسؤولية والمساءلة.
- المشاريع التعاونية: التخطيط لمشاريع تعاونية تتضمن تعاون الطلبة في رعاية الحيوانات والنباتات على سبيل المثال إرشادهم لتصميم وإنشاء بيوت للحيوانات، وبناء حديقة، وإنشاء بركة صغيرة للحياة المائية، ستشجع هذه المشاريع العمل الجماعي والتعاون والمسؤولية المشتركة، مما يعزز لديهم مشاعر التعاطف والوفاء للمجتمع.
- رواية القصص وتحفير الشعور بالتعاطف: القيام بقراءة كتب وقصص الأطفال التي تتمحور حول رعاية النباتات والرفق بالحيوان، والعمل على مناقشة وتحليل سلوك الشخصيات وعواطفها، مع التركيز على ضرورة فهم سلوك الرفق بالكائنات الحية، و بلا شك فإن سرد القصص للأطفال سيعزز لديهم سبل التواصل مع الشخصيات، وسيحسن لغتهم وطلاقتهم بالحديث، وسيطور سلوك الرفق بالحيوان والنباتات لديهم
- التفكير والمناقشة: ستتيح للطلبة فرصاً للتفكير في تفاعلاتهم مع الحيوانات والنباتات، ودمجهم في مناقشات جماعية لمشاركة تجاربهم وأفكارهم ومشاعرهم، وتشجعهم على التحدث عن ملاحظاتهم وتحدياتهم ونجاحاتهم، وهذا سيساعد على تحفير التفكير والمناقشة وتطوير وعيهم fمسؤولياتهم وتأثير أفعالهم.
تأثير أنشطة الغابات والمزارع على صحة الطلبة
حتى نتمكن من قياس مستوى التحسن في صحة الطلبة البدنية ولياقتهم المتولدة عن أنشطتهم في غابة المدرسة والمزرعة، لا بد من القيام بإجراء تقييمات بدنية دورية لهم، وبإمكاننا أيضاً الاطلاع على ملاحظات أولياء الأمور وبيانات استطلاعاتهم المتعلقة بهذا الخصوص، و أن نقوم أيضاً بمراقبة الطلبة بانتظام أثناء قيامهم بتأدية أنشطتهم في مدرسة الغابة والمزرعة بغية تدوين مستويات انخراطهم في النشاطات ومشاركتهم تطورات أدائهم البدني، ويتوجب علينا حينها توثيق أي تحسينات ملحوظة على قدراتهم البدنية، وانسجامهم، وتوازنهم وقدرتهم على التحمل، و يمكننا أن نتابع رفاهيتهم ومشاركتهم باستخدام "مقياس لوفين" ، وبالتأكيد سينعكس تحسنهم الصحي والبدني مباشرة على تحسن تحصيلهم الأكاديمي.
فصول الهواء الطلق هي فصول الغد
إن غابة مدرستنا و مزرعتنا ستغمرنا بفصول دراسية في الهواء الطلق مما سيثري خبراتنا وستوفر لنا بيئات طبيعية تمد الطلبة والمعلمين بخبرات تعليمية تستخدم فيها الموارد الطبيعية كجذوع الأشجار للاستراحة والجلوس عليها، و العشب الأخضر الذي تتوزع عليه التلال هنا وهناك وتتيح للطلبة التسلق والانزلاق عليها، مما يعزز التطور الحركي الإجمالي لأطفال هذه المرحلة، إن توفر الأشجار والنباتات يفرض على الطلبة التعرض للطبيعة وهذا بدوره ينمي لديهم الوعي والتقدير والمحافظة على البيئة الطبيعية. وفي غابة مدرستنا بركة رملية ومطبخ طيني يتيح القيام بنشاطات اللعب الحسية والفوضوية، بالإضافة إلى خيمات القصب الطبيعية لتسهيل لعب الأدوار أو توفير زاوية هادئة ومريحة داخل هذه البيئة، ومن خلال إنشاء هذه البيئة التمكينية في الهواء الطلق، سيتمكن أطفالنا من خوض تجربة تعليمية نشطة و مفعمة بالمغامرة التي تعزز اتصالهم بالطبيعة وتثري تجربتهم التعليمية الشاملة.
أولياء الأمور والمجتمع معاً لتحقيق مستقبل مستدام
لقد شرعنا للتو في بدء رحلة غاباتنا المدرسية، وبمجرد تأسيسها بالكامل نخطط لإشراك أولياء الأمور فيها من خلال فتح أبواب التطوع وورش العمل والتدريب على الأمور المتعلقة بالزراعة المستدامة، والحفاظ على الطبيعة أو التعليم في الهواء الطلق. و سيساعدهم ذلك في تنمية معرفتهم ومهاراتهم حين يخوضون أنشطة تسهم في تطوير المدرسة. وسنستضيف فعاليات مجتمعية مثل فعاليات اليوم المفتوح، وسوق المزارعين ولمهرجانات الثقافية التي ستوفر فرصاً لأولياء الأمور والطلبة والمجتمع للتفاعل معاً وعرض مواهبهم والانخراط في بيئتنا المدرسية النابضة بالحياة.
الوجه الأمثل للتعليم البيئي
تعمل مدرسة الغابات والمزرعة كبيئة تمكينية بشكل أساسي كمختبر حيوي للطلبة تتيح لهم استكشاف ماهية الزراعة المستدامة والحفاظ على البيئة والتعلم والتفاعل النشط معها، حيث تعمل هذه التجارب على بناء علاقة متينة مع الطبيعة، وغرس شعور عميق بالمسؤولية تجاه البيئة، وتحويبل الطلبة إلى أفراد واعين بيئياً، كما ستمد غابة ومزرعة المدرسة الطلبة أيضاً بمجموعة واسعة من الخبرات في مجالات متعددة منها:
- أنشطة الزراعة والبستنة
- رعاية الحيوانات والمواشي
- التجوال والتفكر في الطبيعة
- تنمية الوعي بالحفاظ على الحياة البرية
- تنمية الوعي البيئي
- مسار شامل للمنهج التعليمي
يعد مثل هذا الإعداد التعليمي الفريد مكاناً ملهماً وغنياً للطبة لا يقودهم إلى الانخراط في البيئة الطبيعية فقط، بل ليصبحوا قادة نشطين على كوكبنا.
تعزيز الروابط عبر المنهاج الدراسي
من خلال تعزيز الروابط عبر المنهاج الدراسي، سيتمكن الطلبة من مشاهدة العمليات الحيوية الواقعية في العالم الحقيقي، والتي بدورها ستعمل على تطوير مهارات التفكير النقدي لديهم مما يكسبهم فهماً شاملاً للعالم المحيط بهم، وسيشجعهم هذا النهج على تقوية روابطهم المعرفية وتعزيز تعلمهم القوي الشامل.
إن مبدأ دمج مختبرات STEAM (للعلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الفنون والرياضيات) التعليمية في بيئة غابة ومزرعة المدرسة سيتيح للطلبة إجراء تجارب عملية تتعلق بمراحل نمو النباتات وتركيب التربة والعوامل البيئية، المؤثرة الأخرى فعلى سبيل المثال: سيتيح للطلبة القيام بزراعة نباتات متنوعة ومن ثم العمل على مقارنة مراحل نموها، كما سيقومون بالتحقق من تأثير أشعة الشمس على الغطاء النباتي، وسيكون بإمكانهم قياس وتسجيل البيانات المؤثرة على جوانب متنوعة مثل ارتفاع الشجرة ، محيط ساق النبات أو حجم مياه نظام الري، وسيتيح لهم إطلاق حسهم الفني في الطبيعة وذلك خلال مراقبة البيئة الطبيعية المحيطة بهم وإنشاء أعمال فنية تعكس تجاربهم فيها: وهذه قد تشمل أنشطة إنشاء مجلات الطبيعة، ورسم ما يرونه وتصميم نماذج للحيوانات التي يتفاعلون معها.
أما بالنسبة لتطور مهارة الطلبة في مجال اللغة والتواصل والفصاحة، فسوف يتم تشجيعهم على مراقبة، ورسم، ووصف وتدوين تجاربهم في غابة ومزرعة المدرسة، وسيتمكنون من صنع قطع فنية مستوحاة من مغامراتهم في الهواء الطلق أو حتى ممارسة الكتابة القصصية التي تدور أحداثها حول الغابة أو المزرعة المدرسية. كما سيتمكن الأطفال من استكشاف الجوانب الثقافية للزراعة المستدامة في جميع أنحاء دولة الإمارات، وسيبحرون* في معرفة تقنياتهم الزراعة التقليدية حيث ستتاح لهم فرصة التواصل مع أفراد من مجتمعنا المحلي للتعرف على علاقتهم بالأرض، وأنشطتهم الزراعية التقليدية وطرق محافطتهم على البيئة، مما سيعزز سبل الوعي الثقافي واحترام وجهات النظر المختلفة.
مغامرات بحسب الفئة العمرية
يعد تكييف خبرات التعلم في الهواء الطلق لكافة الفئات العمرية داخل غابة و مزرعة المدرسة مهمة معقدة وتتطلب دراسة متأنية لمراحل النمو، لاهتمامات وقدرات كل فئة عمرية على حدة، و يقدم برنامجنا التعليمي في غابة ومزرعة المدرسة نهجين متميزين هما فرص التعلم القائمة على اكتساب المهارات و فرص التعلم القائمة على اللعب، والتي تم تصميمها لاستيعاب مجموعة واسعة من الفئات العمرية.
إن المنهاج القائم على اللعب يشكل الأساس لجميع أنشطة التعلم ويتبنى مبادئ استمرارية اللعب، والتي يمكن الاطلاع عليها بشكل أوسع خلال الرابط https://www.playlearninglab.ca/about-the-play-continuum حيث يضمن هذا النهج التمتع بتعلم مشوق وجذاب للمتعلمين من كافة الفئات العمرية .
في المنهاج الدراسية لمدرسة الغابات للطلبة الأكبر سناً، سينتقل التركيز التعليمي معهم نحو المجالات الرئيسية العليا مثل تصميم المراكب النارية، وإنشاء الأبنية، وفهم الطبيعة والبيئة، واستخدام مهارات الحبل والعقدة، و تعزيز استخدام المهارات والأدوات إلى أن يصبح التوجيه جزءاً من برنامج المرحلة الرئيسية العليا الثانية وما بعدها. وإن مثل هذه الموضوعات ستتيح لطلبة المراحل العليا خوض مهارات الحياة الواقعية، وستعزز قدرات حل المشكلات والتفكير النقدي لديهم، و تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أيضا دمج المنهاج الوطني لإنجلترا بشكل فعال مع ماهية مدرسة الغابات والمزرعة، مما يضع بين أيدينا نهجاً شاملاً وعملياً للتعلم يكون ذا مغزى ويتماشى مع المعايير التعليمية العليا.
تمكين المعلمين
إننا متحمسون للتعاون مع زملائنا من مدارس الغابات ضمن مجموعة جيمس للتعليم للقيام بتطوير برنامج تدريبي شامل لقادتنا ومعلمينا. كما سنخلق الفرص لعضو رئيسي من موظفينا للخضوع للتدريب مع معهد معني بالتعلم في الهواء الطلق وجمعية مدارس الغابات في المملكة المتحدة، وهدفنا الشامل سيتمركز على تعزيز الثقافة البيئية بين موظفينا وطلبتنا ومجتمعنا.
إن التزامنا بهذه المبادرة سيستمر حتى نحتضن جميع أفراد مجتمعنا، ونسعى إلى التعاون مع أفراد المجتمع المحلي بغية رفع الوعي البيئي لمجتمعنا، وتبادل أفضل العادات البيئة الناجحة وسيتحقق ذلك من خلال تنفيذ سلسلة من ورش العمل والفعاليات المجتمعية، مع التركيز بشكل خاص على إشراك أولياء الأمور فيها... ومعاً ، يمكننا السير نحو تعزيز الاستدامة وتحقيق الوعي البيئي